أخر الأخبار

Post Top Ad

الخميس، 14 فبراير 2019

محاضرة كاملة حول يوم العلم لحفلة 16 أفريل


محاضرة كاملة حول العلم لحفلة 16 أفريل 
مدعومة بالقران والسنة .




بسم الله الرحمن الرحيم

ثم الصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى أله وصحبه ومن تلى .

      يا طلاب العلم الحياة مليئة بالعلوم التي أنتجتها عقول البشر، والتي وهبها الله لكل تلك العقول من إلهامات وعلوم وحكم، فقد انبرت أيادي العلماء تكتب وتبحث في كتب الأولين، فمنهم من يؤلف الكتب على ضوء ما ممن سبقه، ومنهم من يترجم علوم الإمبراطوريات وغيرها، والحضارات الغابرة .

    والعلم هو وسيلة التطور والتقدم، وأساس رقيّ ونمو المجتمعات ، وبه تتحرّر العقول من جهلها،و هو نبراس الحياة ، وتعرف حقوق خالقها سبحانه وتعالى، وحقوق العباد، وكيفية التعامل مع أفراد المجتمعات سواء في الأطر الدينية، أو الاقتصادية وإما  في تبادل المصالح، أو في الأطر الإنسانية .
       فيعتبر العلم منظومة مُتكاملة ومُتناسقة من المعارف التي تعتمد في تحصيلها على المنهج العلمي، ويعد العلم أساس المعرفة، حيث لا يستطيع الفرد أن يُلم بالمعارف دون علم، ويشتمل العلم على العديد من العلوم المتنوعة، والتطبيقات، والمسائل التي يُحاول إيجاد حلول لها.
 وفي وقتنا الحالي لا يمكن الاستغناء عن العلم، فهو يُمثل مقياساً لرقي المجتمع، ولتطور الشعوب وتحضرها.
          فلقد شجعت كلّ الأديان السماويّة والكتب المنزلة على طلب العلم، فقد جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم :- ( طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ)، وكانت أول آيات الذكر الحكيم التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم هي ( اقرأ )، وقال الله تعالى: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ)).
فالعلم نوعان .العلم الدنيوي وهو العلم الذي يتيح لنا دراسات شتى في التفوق بالحياة وحل المشاكل مع تسهيل الفرص لأداء العبادات الدينية .
أما العلم الديني هو العلم الذي يفَصل طرق العبادات لنيل الآخرة قال تعالى في سورة الإسراء ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم(( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ))  فان طريقة طلب العلم تعتني بالصبر والخلق فقيل أيضا إذا جمع المعلّمُ ثلاثاً تمت النّعمة بها علىعلى المتعلّم: الصبر، والتواضع، وحُسْنُ الخُلُقِ. وإذا جمعَ المتعلّم ثلاثاً تمت النّعمة على المعلّم:العقلُ، والأدبُ، وحُسْنُ الفهم .فهكذا يجب أن يكون طلب العلم .
فقال الشافعي ((لَيْسَ العِلْمُ مَا حُفِظَ، إِنَّما العِلْمُ مَا نَفَعَ ))
فيوم كهذا 16 أفريل ليس عيدا بل يوم تذكره الجزائر في تاريخها العامر بالقوة والفخامة في صدى مواجهة الظروف وكان لهذا التاريخ حظ في هذا الوطن كونه يوم ذكرى للعلامة ابن باديس الذي اجتهد في تلقين نفسه وتلقين وطنه مختلف العلوم .وأخذ مشعلا  يشوق به  الظلمات بعلمه الذي استجنى منه الجزائريين .
          قال ابن باديس علامة الجزائر رحمه الله
يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا **وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ 
خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا **وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ 
وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ ** وَالإحْـسـانِ وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ 
وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ **فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ 
وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّــالـمِـينَ ****السُم يُـمْـزَج بالـرَّهَـبْ 
وَاهْـزُزْ نـفـوسَ الجَـامِدينَ** فَرُبَّـمَـا حَـيّ الْـخَـشَـبْ.
وقال الشاعر 
العلمُ يُحيي قُلوبَ الميّتينَ كما*** تحيا البلادُ إِذا ما مَسّهاالمطرُ   والعلمُ يَجْلُو العَمَى عن قَلبِ *** كما يُجَلِّي سَوادَ الظلمةِ القمرُ 
للعلم غايات يبنيها  *** وللتطور يسقيها
    يمحو التخلفات *** ويمحو ماضيها
يمحو المشاكل *** وكل مقاسيها
يوجه نضرات *** إلى الحق يبديها
في البحوثات *** مسائل  يفتيها
للعاقل راحة فيه *** فدوما إلى العلوم يمتطيها
مهما تعقدت *** فالحل مناجيها
دوما إلى الحق يبديها
فنعد أهمية العلم في أسطر حتى نتدارك الأهداف التي يبنيها هذا النبراس
 1) العلم الديني يُحارب العادات والتقاليد السيئة والتي تزيد جهل المجتمع وترجع به إلى الوراء. 
2) يُساعد العلم على تغيير طريقة تفكير الإنسان، وكيفية نظرته إلى الأمور، بحيث يتجه بأفكاره نحو الإيجابيات. 
3) يُحفز العلم الإنسان على وضع أهداف معينة من أجل الوصول لأمر ما. و يهذّب النفس ويصقلها للأفضل دوماً. 
4) يجعل الفرد قادراً على حل المشاكل التي تعترضه بسهولة. يجعل الفرد مسؤولاً، وقادراً على إبداء الرأي في كافة المسائل. 
5) بناء المجتمع و تطويره. فلا يمكن للمجتمع أن يتقدم بدون العلم فالعلم يسخر كافة الوسائل لراحة الإنسان ،و نلاحظ أن الدول المتقدمة في شتى المجالات سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الصحية كانت تعتمد بشكل جوهري على العلم ،و العلماء.

   يا طلاب العلم الحياة لحظات نعيشها . فمن عمل بقوله صلى الله عليه وسلم اغتنم خمسا قبل خمس ( شبابك قبل هرمك) لذا كل لحظة تعيشها فإنها غالية الثمن بالنسبة لمن رحل من الحياة . اجتهد ولا تضيع الأوقات فلا أحد يرفع درجاتك إلا أعمال قد أحصيت عليك . اجتهد ولا تهتم بكثرة الهالكين وكن في دروب الفائزين .ولا تنس أجر المحسنين . وسجل حضورك مع العاملين والمجتهدين لتحصيل منافع قد تكون منبعا تستضيء به أقوالك . حتى أفعالك . نعم وكن من المستهدين ولا من الضالين . من القائمين ولا تسجل أفكار العاجزين . من ابتغاء الأولين ولا من النائمين . فتكون من النادمين . نعم اجتهد حتى تكون من الناجحين .

      اهتم بصحيفتك فأنت محاسب عليها يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ) و لاكن بادر بالنصيحة في قول المصطفى عليه الصلاة والسلام ( الدين النصيحة ) قلنا لمن .قال ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) فالنصيحة بين الطلاب رابطة النجاح بينهم . ورمز الفخامة فيهم . ونور شموعهم . فإنها شموع دينهم . نقول أن العلم مهما كانت درجاته . فيجب الجهد وبعد المشقة النجاح أكيد . قال جل وعلى في محكم تنزيله (( سيجعل الله بعد عسر يسرا )) يقول أحد العارفين ( العلم لا ينال براحة الجسم . ) لذا فاغتنم . فاغتنم فرصا لا ترجع . 
ونختم كلماتنا ( سبحانك اللهم وبحمدك . أستغفرك وأتوب إليك ).
 لتحميل الموضوع مجانا دون أي حقوق اضغط هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ٌقائمة